بطانة الرحم المهاجرة
الرحم هو عضو عضلي صغير يتواجد في عُمق حوض المرأة، يتسم بصغر حجمه حيث لا يتعدى وزنه الثمانين جرام فقط، يتألف الرحم من تجمع مُعقد من الأنسجة المُتشابكة، منها النسيج الداخلي المُغلفِّ لجدار الرحم الداخلي، والذي يُعرف بالبطانة الرحمية، والذي يتجدد كل شهر تقريبًا، كاستعداد لاستقبال وتغذية البويضة الملقحة، إلا أنه في حالة عدم وقوع الإخصاب، تنتهي هذه العملية بظاهرة الدورة الشهرية، حيث تتحلل البطانة الرحمية وتُستبدل بطبقة جديدة وهكذا.
من الطبيعي أن ينمو نسيج البطانة الرحمية داخل الرحم، إلا أنه في بعض الحالات قد يحدث نمو غير طبيعي لأنسجة البطانة خارج تجويف الرحم، وهو ما يعرف بمصطلح بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)، ما هي الأعراض، وما مدى خطورة ذلك، وما هي طرق العلاج، هذا ما س تحدثنا عنه الدكتورة نادية بدين متخصصة في أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب والحمل الحرج وجراحات أورام النساء- فكونوا معنا.
بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis)
هي حالة طبية تُصيب نحو 10% من النساء في عمر الإنجاب، وهي عبارة عن نمو أنسجة تشبه بطانة الرحم خارج الرحم نفسه، عادة ما تنمو هذه الأنسجة على الأعضاء الداخلية الأخرى في منطقة الحوض، مثل تجويف البطن والمبيضين والأمعاء.
على الرغم من كون بطانة الرحم أحد الأمراض التي تُصيب العديد من النساء، إلا أنه لم يتم التوقف على أسباب مُحددة لحدوث تلك الحالة، ولكن تُرجع الدراسات والأبحاث العلمية تعرض النساء لذلك بسبب:
٠عوامل وراثية.
٠ارتجاع الحيض، فبدلًا من خروج نسيج بطانة الرحم خارجه مع الدورة الشهرية، يحدث ارتجاع حيضي يدفعه إلى تجويف الحوض عبر قناتي فالوب.
٠تقول بعض الدراسات الأخرى أن لزيادة إفراز هرمون الاستروجين عامل في التعرض لبطانة الرحم المهاجرة.
٠نتيجة لبعض العمليات الجراحية وخاصة العمليات التي تحدث بالرحم، حيث تلتصق خلايا بطانة الرحم في الشق الجراحي.
٠اضطرابات مناعية ذاتية.
بصرف النظر عن الأسباب، فإن بطانة الرحم المهاجرة أحد الأمراض التي تتطلب تدخل علاجي سريع فور ملاحظة ظهور الأعراض، والتي سنوضحها فيما يلي.
أعراض الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة
غالبًا ما تختلف أعراض الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة من امرأة إلى أخرى، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
٠الألم الشديد في منطقة الحوض وأسفل الظهر، يمكن أن يكون هذا الألم مستمرًا أو يظهر في صورة نوبات حادة أثناء الدورة الشهرية.
٠ألم أو عدم راحة أثناء ممارسة الجماع بسبب وجود الأنسجة المهاجرة.
٠اضطرابات في الدورة الشهرية، مثل نزيف غزير أو نزيف غير منتظم.
٠آلامًا أثناء التبول أو الإخراج، خاصة إذا كانت تؤثر على الأمعاء أو المثانة.
٠تهيجًا للأمعاء وبالتالي الإمساك أو الإسهال.
٠انتفاخًا في مناطق الحوض أو البطن.
٠مشاكل الإخصاب والحمل بسبب تشوه التشريح الداخلي للرحم نتيجة بطانة الرحم المهاجرة وتشوه وظائف الأعضاء الحوضية أحيانًا مسببًا لصعوبة في الحمل.
مراحل الإصابة ببطانة الرحم
يتدرج مرض بطانة الرحم المهاجرة على 4 مراحل هي:
٠المرحلة الأولى
في هذه المرحلة، تتدفق أجزاء من بطانة الرحم المهاجرة خلال دورة الحيض خلف تجويف البطن بدلاً من الخروج من الجسم مع فتحة الرحم، هذه الأنسجة يمكن أن تلتصق بالأعضاء الداخلية مثل المبيضين أو الأمعاء.
٠المرحلة الثانية
مع مرور الوقت، قد تتراكم الأنسجة المهاجرة وتشكل تجمعات ضخمة تسمى "التكيسات" أو "الأكياس"، هذه التكيسات يمكن أن تسبب آلامًا حادة وتورمًا في منطقة الحوض.
٠المرحلة الثالثة
قد تتسبب الأنسجة المهاجرة في التهابات محيطة، هذا بخلاف تضخم حجم النسيج الالتصاقي على الأعضاء الداخلية بالحوض.
٠المرحلة الرابعة
مع مرور الوقت، قد يتكون نسيج ندبي أو إلتصاق أكبر وأعمق حول الأنسجة المهاجرة والأعضاء الداخلية، مما يزيد من الألم ويؤثر على وظيفة هذه الأعضاء، حيث أن احتمال الإصابة بالعقم واردة في تلك المرحلة.
علاج بطانة الرحم المهاجرة مركز النساء مع الدكتورة نادية بدين
تسبق مرحلة العلاج في مركز النساء مع الدكتورة نادية بدين مرحلة التشخيص، والتي تخضع خلالها المرأة لعدة فحوصات تشمل:
٠الفحص السريري.
٠الفحص بالسونار أو الموجات فوق الصوتية.
٠الفحص بالرنين المغناطيسي لتشخيص أدق وأعمق.
٠منظار البطن الذي يُعد بمثابة تفتيش مرئي عن البطانة المهاجرة ومدى انتشارها على المبيضين أو الأمعاء.
بعد التيقن من الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، وتقييم مرحلة الإصابة يبدأ دكتور معتز المُطيلي في وصف الخيار العلاجي الملائم للحالة، والذي يشمل:
٠العلاج الهرموني
وهو عبارة عن مجموعة من العقارات الطبية التي تهدف إلى تقليل مستوى الاستروجين في جسم المرأة ويشمل:
٠حبوب منع الحمل.
٠الأدوية التي تحتوي على هرمون البروجستين.
٠مثبطات الأروماتيز والتي تهدف إلى تقليل كمية هرمون الاستروجين أيضًا.
٠العلاج الجراحي
وهو الخيار العلاجي لمن يعانون من آلام شديدة بفعل الانتباذ البطاني الرحمي ولم يُجدي العلاج الدوائي معهم، خاصة من يرغبون في الحمل، وخلال الجراحة يتم:
٠استئصال النسيج البطاني الرحمي الغير طبيعي دون المساس بالرحم أو المبيضيين عن طريق المنظار، والتي يُطلق عليها الأطباء اسم الجراحة التحفظية.
في بعض الأحيان تكون فكرة الجراحة التحفظية غير كافية، وهنا يُقرر الطبيب استئصال الرحم والمبيضين وعنق الرحم كحل نهائي للتخلص من بطانة الرحم المهاجرة.
يتطلب تشخيص وعلاج بطانة الرحم المهاجرة دقة كبيرة للوصول بالمرأة إلى مرحلة التعافي التام واستعادة القدرة على الإنجاب دون الاضطرار إلى خيار استئصال الرحم، لذا ننصح بالتوجه إلى الطبيب فور ملاحظة أي أعراض غير طبيعية، لتدارك المشكلة في مراحلها المُبكرة.
نحن في مركز النساء مع الدكتورة نادية بدين متخصصة في أمراض النساء والتوليد وعلاج تأخر الإنجاب والحمل الحرج وجراحة تنعدك برعاية طبية شاملة بعد فحص دقيق وتشخيص واعي لطبيعة ما تعانين منه لتحديد مرحلة الإصابة والعلاج الأمثل لها، فقط نصيحتنا ألا تتأخري ولا تُهملي ما تُعانين منه من أعراض.
اتصل بنا الدكتورة نادية بدين
Tel: 212 0623970416 Tel: 212 539934564
جميع الحقوق محفوظة لمركز ألنساء© 2024
51 شارع محمد الخامس, طنجة، المغرب